فصل: محمد بن عبد الرحمن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الطبقات الكبرى **


 عبد الله بن محمد

ابن أبي بكر الصديق وأمه أم ولد يقال لها سودة وقتل عبد الله يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وليس له عقب ابن أبي بكر الصديق وأمه قريبة الصغرى بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وخالته أم سلمة بنت أبي أمية زوج النبي عليه السلام وعمته عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبي صلى الله عليه وسلم فولد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر أبا بكر وطلحة وعمران وعبد الرحمن ونفيسة تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان وأم فروة وأمهم عائشة بنت طلحة بن عبيد الله وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وأم أبيها بنت عبد الله وأمها مريم بنت عبد الله بن عقال العقيلي‏.‏

 عبد الله بن محمد

ابن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وهو الذي يقال له بن أبي عتيق وأمه رميثة بنت الحارث بن حذيفة بن مالك بن ربيعة بن أعيا بن مالك بن علقمة بن فراس من بني كنانة فولد عبد الله بن محمد محمدا وأبا بكر وعثمان وعبد الرحمن وعمر وعاتكة وعائشة وزينب وأمهم أم أبيها بنت عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وعائشة بنت عبد الله ويقال اسمها أم كلثوم وأمها أم ولد وآمنة بنت عبد الله وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي وأختها لأمها فاطمة بنت حسين بن علي بن أبي طالب ابن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي وأمه أم ولد ويكنى سالم أبا عمير فولد سالم عمر وأبا بكر وأمهما أم الحكم بنت يزيد بن عبد قيس وعبد الله وعاصما وجعفرا وحفصة وفاطمة وأمهم أم ولد وعبد العزيز وعبدة وأمهما أم ولد قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا خالد بن أبي بكر قال وأخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن محمد بن هلال قال كنية سالم أبو عمر قال بن أبي فديك وكان محمد بن هلال قد لقيه وسأله قال محمد بن سعد وأخبرت عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال كان أشبه ولد عمر به عبد الله وأشبه ولد عبد الله به سالم قال أخبرنا روح بن عبادة وعمرو بن عاصم الكلابي قالا حدثنا همام بن يحيى عن عطاء بن السائب قال دفع الحجاج إلى سالم بن عبد الله سيفا وأمره بقتل رجل فقال سالم للرجل أمسلم أنت قال نعم امض لما أمرت به قال فصليت اليوم صلاة الصبح قال نعم قال فرجع إلى الحجاج فرمى إليه بالسيف وقال إنه ذكر أنه مسلم وأنه قد صلى صلاة الصبح اليوم وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله قال الحجاج لسنا نقتله على صلاة الصبح ولكنه ممن أعان على قتل عثمان قال سالم ها هنا من هو أولى بعثمان مني فبلغ ذلك عبد الله بن عمر فقال ما صنع سالم قالوا صنع كذا وكذا فقال بن عمر مكيس مكيس قال أخبرنا محمد بن حرب المكي قال سمعت خالد بن أبي بكر يقول بلغني أن عبد الله بن عمر كان يلام في حب سالم فكان يقول‏:‏ يلومونني في سالم وألومهم وجلدة بين العين والأنف سالم قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حنظلة قال رأيت على سالم خاتما من ورق حلقة فيه اسمه قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن حنظلة قال كان خاتم سالم بن عبد الله من ورق في يده اليسرى في الخنصر نقشه سالم بن عبد الله قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا خالد بن أبي بكر قال رأيت سالم بن عبد الله متختما في يساره قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا خالد قال رأيت سالما عليه خاتمه وهو محرم قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمد بن هلال قال رأيت سالم بن عبد الله لا يحفي شاربه جدا يأخذ منه أخذا حسنا أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا محمد بن هلال قال رأيت سالما يصفر لحيته أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال أخبرنا أبو الغصن قال رأيت سالما أبيض الرأس واللحية قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر قال رأيت سالما أبيض الرأس واللحية قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا محمد بن هلال قال لم أر سالما يخضب قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثني خالد بن أبي بكر قال رأيت على سالم قلنسوة بيضاء ورأيت عليه عمامة بيضاء يسدل خلفه منها أكثر من شبر قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثني إمام دار مصقلة قال رأيت على سالم بن عبد الله قميص كتان كنار قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني داود بن سنان مولى عمر بن تميم الحكمي قال رأيت سالم بن عبد الله وعليه قميص إلى نصف ساقه قال أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال قال رأيت سالم بن عبد الله يلبس الكتان قميصا ورداء قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال أمنا سالم في قميص وجبة قد ائتزر فوقها قال أخبرنا محمد بن حرب المكي قال حدثنا ليث بن سعد عن نافع أن سالم بن عبد الله كان يركب في عهد عبد الله بالقطيفة الأرجوان قال أخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي قال حدثنا عطاف بن خالد قال رأيت سالم بن عبد الله يأتزر بإزار صغير ليس له حاشية وكان عظيم البطن قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن كثير بن زيد قال رأيت سالم بن عبد الله يصلي في قميص واحد محلل الأزرار قال أخبرنا عبيد الله بن موسى وعبد الوهاب بن عطاء قالا أخبرنا أسامة بن زيد قال ما رأيت سالم بن عبد الله زر قميصه في صيف ولا شتاء قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر قال رأيت سالما محلل الأزرار قال أخبرنا عبد الرحمن بن مقاتل القشيري خال القعنبي قال حدثنا عبد الملك بن قدامة قال رأيت سالم بن عبد الله يصلي وأزرار قميصه محلولة قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا عبد الملك بن قدامة الجمحي قال رأيت سالما يصلي محللة أزرار قميصه قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال أنه رأى سالم بن عبد الله يخرج من المسجد محلولا زره قال أخبرنا محمد بن حرب المكي قال أخبرنا خالد بن أبي بكر قال رأيت سالم بن عبد الله محلول أزرار القميص قال أخبرنا محمد بن حرب قال حدثنا خالد بن أبي بكر قال رأيت سالم بن عبد الله يضحي ظهره للشمس وهو محرم كثيرا قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا محمد بن هلال قال رأيت سالم بن عبد الله بطريق مكة في الحج محرما وهو يلبي وهو كاشف عن ظهره طارحا رداءه على فخذيه فرأيت جلده يقشر من الشمس قال أخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا وهيب عن موسى بن عقبة قال أقبلنا مع سالم بن عبد الله قافلين من العمرة فجعل لا يلقى ركبا يهلون إلا كبر هو وأصحابه قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا خالد الواسطي قال أخبرنا مطرف عن سليمان بن أبي الربيع قال دخلت على سالم بن عبد الله فرأيته يصلي جالسا كان يجعل قيامه تربعا فإذا أراد الجلوس جثا قال أخبرنا محمد بن حرب قال حدثنا خالد بن أبي بكر قال رأيت سالما يتقطع شسع نعله فيسوي نعله فيمشي في نعل واحدة فيقال له فيه فيقول ماذا علي فيه قال وربما جعل شسعه من سعف النخل قال أخبرنا محمد بن حرب قال حدثنا خالد بن أبي بكر قال كان سالم يدخل الدار فيجدنا نلعب ونحن صبيان فيضربنا بطرف ردائه قال أخبرنا محمد بن حرب قال حدثنا خالد بن أبي بكر قال رأيت سالم بن عبد الله يغدو بزكاة الفطر التمر قال وكان سالم يكره النوح قال أخبرنا محمد بن حرب قال أخبرنا خالد بن أبي بكر قال رأيت لابنة سالم غربالا صغيرا تلعب به بين يديه قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن المجبر قال كنا أيتاما في حجر سالم بن عبد الله فكان يجمع خلقاننا فيخبؤها في شيء قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ومطرف بن عبد الله اليساري قالا حدثنا أبو عبد الملك مروان بن حبر البزاز قال جاءنا سالم بن عبد الله يطلب ثوبا سباعيا فنشرت عليه ثوبا فإذا هو أقل من سبع فقال أليس قلت لي سباعي فقلت كذلك نسميها فقال كذلك يكون الكذب قال أخبرنا موسى بن مسعود النهدي قال أخبرنا عكرمة بن عمار قال سمعت سالما يلعن القدرية الذين يكذبون بالقدر حتى يؤمنوا بخيره وشره قال أخبرنا موسى بن مسعود قال أخبرنا عكرمة بن عمار قال رأيت سالما لا يشهد قاص جماعة ولا غيره قال أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن موسى المعلم قال رأيت سالم بن عبد الله يأكل التمر حفنة حفنة قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال حدثنا عطاف بن خالد قال كنت قائما مع سالم بن عبد الله فأتي بغلام ومعه غلمان وهو أشقهم فسل خيطا من أزراره فقطعه ثم جمعه بين أصبعيه ثم تفل فيه مرتين أو ثلاثا ثم مده فإذا هو صحيح لا بأس به فقال سالم لو وليت من أمره شيئا لصلبته قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا خالد بن القاسم البياضي قال رأيت كمي سالم بن عبد الله حذو أصابعه قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن عمر بن حفص قال كان سالم لا يفسر قال محمد بن عمر وقد روى سالم عن أبي أيوب الأنصاري وأبي هريرة وعن أبيه وأسمع عبد الله بن محمد بن أبي بكر يخبر أباه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الكعبة إن قومك اقتصروا على قواعد إبراهيم وكان ثقة كثير الحديث عاليا من الرجال ورعا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبيد الله بن عمر بن حفص قال نظر هشام بن عبد الملك إلى سالم بن عبد الله يوم عرفة في ثوبين متجردا فرأى كدنة حسنة فقال يا أبا عمر ما طعامك قال الخبز والزيت فقال هشام كيف تستطيع الخبز والزيت قال أخمره فإذا اشتهيته أكلته قال فوعك سالم ذلك اليوم فلم يزل موعوكا حتى قدم المدينة قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال مات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة في آخر ذي الحجة وهشام بن عبد الملك يومئذ بالمدينة وكان حج بالناس تلك السنة ثم قدم المدينة فوافق موت سالم بن عبد الله فصلى عليه قال أخبرنا محمد بن عمر عن أفلح وخالد بن القاسم قالا صلى هشام بن عبد الملك على سالم بن عبد الله بالبقيع لكثرة الناس فلما رأى هشام كثرتهم بالبقيع قال لإبراهيم بن هشام المخزومي اضرب على الناس بعث أربعة آلاف فسمي عام الأربعة آلاف قال فكان الناس إذا دخلوا الصائفة خرج أربعة آلاف من المدينة إلى السواحل فكانوا هناك إلى انصراف الناس وخروجهم من الصائفة قال أخبرنا أبو سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر قال رأيت جعفر بن سالم بن عبد الله يوم مات سالم ألقى رداءه ومشى في قميص قال فأرسلني إليه القاسم بن محمد أن قل له يلبس رداءه قال وكان القاسم يومئذ قد ذهب بصره ولكن أخبر به‏.‏

 عبد الله بن عبد الله

ابن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي وأمه صفية بنت أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف وأمها عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية وأمها زينب بنت أبي عمرو بن أمية فولد عبد الله بن عبد الله عمر وأمه أم سلمة بنت المختار بن أبي عبيد بن مسعود وعبد الحميد وعبد العزيز ولي المدينة وعبد الرحمن وإبراهيم وأم عبد الرحمن وأمهم أم عبد الله بنت عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ورياح بن عبد الله وأمه حبابة بنت عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وكان عبد الله بن عبد الله بن عمر وصي أبيه عبد الله بن عمر قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبيد الله بن عمر وعيسى بن حفص عن نافع قال كان عبد الله بن عبد الله بن عمر يلبس الخز فكان بن عمر يضع يده عليه يتوكأ عليه ولا ينكره عليه قال محمد بن عمر وتوفي عبد الله في أول خلافة هشام بن عبد الملك بالمدينة وكان ثقة قليل الحديث‏.‏

 عبيد الله بن عبد الله

ابن عمر بن الخطاب وأمه أم ولد وهي أم سالم بن عبد الله فولد عبيد الله بن عبد الله أبا بكر وعمر وعبد الله ومحمدا وأم عمر وأمهم عائشة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق والقاسم بن عبيد الله وأبا عبيدة وعثمان وأبا سلمة وزيدا وعبد الرحمن وحمزة وجعفرا وهما توأم وقريبة وأسماء وأمهم أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وإسماعيل لأم ولد قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا خالد بن أبي بكر قال كان عبيد الله بن عبد الله يكنى أبا بكر قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثني خالد بن أبي بكر قال رأيت على عبيد الله بن عبد الله قلنسوة بيضاء ورأيت عليه عمامة يسدل خلفه منها أكثر من شبر قال أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال حدثنا عيسى بن حفص قال رأيت على عبيد الله بن عبد الله بن عمر ثوبين معصفرين يروح فيهما بعد العصر يشهد فيهما العشاء قال محمد بن عمر وكان عبيد الله بن عبد الله أسن من عبد الله بن عبد الله فيما يذكرون وقد روى عنه الزهري قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا خالد بن أبي بكر قال رأيت سالما شهد عبيد الله بن عبد الله بن عمر وعلى قبر عبيد الله فسطاط ورش على قبره الماء وكان ثقة قليل الحديث‏.‏

 حمزة بن عبد الله

ابن عمر بن الخطاب وأمه أم ولد وهي أم سالم بن عبد الله وكان حمزة يكنى أبا عمارة وقد روى عنه الزهري وكان ثقة قليل الحديث فولد حمزة بن عبد الله عمر وأم المغيرة وعبدة وأمهم أم حكيم بنت المغيرة بن الحارث بن أبي ذؤيب وعثمان ومعاوية وأم عمرو وأم كلثوم وإبراهيم وأم سلمة وعائشة وليلى لأمهات أولاد شتى‏.‏

 زيد بن عبد الله

ابن عمر بن الخطاب وأمه أم ولد فولد زيد بن عبد الله محمدا وأم حميد وأم زيد وفاطمة وأمهم أم حكيم بنت عبيد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن زيد وإبراهيم وعمر وفاطمة وحفصة وأمهم حكيمة أم ولد وسودة بنت زيد وأمها أم ولد يمانية وكان زيد أكبر ولد عبد الله ‏.‏

 بلال بن عبد الله

ابن عمر بن الخطاب وأمه أم ولد فولد بلال عبد الرحمن وأمه أم سعيد بنت أبي نعيم بن عامر بن سيار بن ضبيعة من خزاعة‏.‏

 واقد بن عبد الله

ابن عمر بن الخطاب وأمه صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي فولد واقد بن عبد الله عبد الله وأمه أمة الله بنت عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة من بني مخزوم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب قال سمعت الزهري قال مات واقد بن عبد الله بن عمر بالسقيا وهو محرم فكفنه بن عمر في خمسة أثواب فيها قميص وعمامة قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن نافع عن أبيه قال مات واقد بن عبد الله بالسقيا فصلى عليه بن عمر ودفنه ثم دعا الأعراب فجعل يسبق بينهم فقلت دفنت واقدا الساعة وأنت تسبق بين الأعراب قال ويحك يا نافع إذا رأيت الله قد غلب على أمر فاله عنه‏.‏

 محمد بن جبير

ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وأمه قتيلة بنت عمرو بن الأزرق بن قيس بن النعمان بن معدي كرب بن عكب بن كنانة بن تيم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل فولد محمد بن جبير سعيدا وبه كان يكنى وأم سعيد وأم سليمان وأم حبيب وأم عثمان وحميدة وأمهم فاختة بنت عدي الأصغر بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف وسهلة بنت محمد وأمها أم سعيد بنت عياض بن عدي بن الخيار بن عدي وعمر بن محمد وأيوب وأبانا وأبا سليمان وأمهم أم أيوب بنت سعد بن أبي وقاص وجبير بن محمد وأمه كبشة بنت شرحبيل بن عريب بن عبد كلال وعبد الرحمن وعبد الله وعبيدة لأمهات أولاد قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد قال كان محمد بن جبير وأخوه نافع بن جبير ينزلان دار أبيهما بالمدينة وتوفي محمد في خلافة سليمان بن عبد الملك قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي سبرة عن أبي مالك الحميري قال رأيت نافع بن جبير يوم مات أخوه محمد بن جبير قد ألقى رداءه عن ظهره وهو يمشي قال وكان ثقة قليل الحديث‏.‏

 نافع بن جبير

ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وأمه أم قتال بنت نافع بن ضريب بن نوفل فولد نافع بن جبير محمدا وعمرا وأبا بكر وأمهم أم سعيد بنت عياض بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل وعلي بن نافع وأمه ميمونة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم وكان نافع يكنى أبا محمد قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثني الوليد بن عبد الله بن جميع قال رأيت نافع بن جبير يخضب بالسواد قال أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال رأيت نافع بن جبير يخضب بالسواد قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا أبو الغصن ثابت بن قيس قال رأيت نافع بن جبير مربوطة أسنانه بخرصان الذهب قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا أبو الغصن أنه رأى نافع بن جبير لا يلبس إلا البياض قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا أبو الغصن أنه رأى نافع بن جبير يلبس قلنسوة أسماطا وعمامة بيضاء قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن عبيدة قال رأيت نافع بن جبير يلبس الخز قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا بن أبي ذئب عن القاسم بن العباس بن محمد عن نافع بن جبير أنه قيل له إن الناس يقولون كأنه يعني التيه فقال والله لقد ركبت الحمار ولبست الشملة وحلبت الشاة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في من فعل ذلك من الكبر شيء قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار قال وأخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الوهاب بن عطاء عن بن جريج قال أخبرنا عمران بن موسى أن نافع بن جبير بن مطعم كان يمشي إلى الحج وراحلته تقاد خلفه مرحولة قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا جويرية بن أسماء وعبد الله بن جعفر بن نجيح قال أحدهما جلس نافع بن جبير إلى حلقة العلاء بن عبد الرحمن الحرقي وهو يقريء الناس فلما فرغ قال أتدرون لم جلست إليكم قالوا جلست لتسمع قال لا ولكني جلست إليكم لأتواضع إلى الله بالجلوس إليكم وقال الآخر حضرت الصلاة فقدم رجلا فلما أن صلى قال أتدري لم قدمتك قال قدمتني لأصلي بكم قال لا ولكني قدمتك لأتواضع إلى الله بالصلاة خلفك قال أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال توفي نافع بن جبير بالمدينة سنة تسع وتسعين في آخر خلافة سليمان بن عبد الملك وقد روى نافع عن أبي هريرة وكان ثقة أكثر حديثا من أخيه‏.‏

 أبو بكر بن عبد الرحمن

ابن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي فولد أبو بكر عبد الرحمن لا بقية له وعبد الله وعبد الملك وهشاما لا بقية له وسهيلا لا بقية له والحارث ومريم وأمهم سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأبا سلمة لا بقية له وعمر وأم عمرو وهي ربيحة وأمهم قريبة بنت عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمها زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة زوج النبي عليه السلام وفاطمة بنت أبي بكر وأمها رميثة بنت الوليد بن طلبة بن قيس بن عاصم المنقري قال محمد بن عمر ولد أبو بكر في خلافة عمر بن الخطاب وكان يقال له راهب قريش لكثرة صلاته وفضله وكان قد ذهب بصره وليس له اسم كنيته اسمه واستصغر يوم الجمل فرد هو وعروة بن الزبير وقد روى أبو بكر عن أبي مسعود الأنصاري وعائشة وأم سلمة وكان ثقة فقيها كثير الحديث عالما عاقلا عاليا سخيا قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن هشام بن عروة قال رأيت على أبي بكر بن عبد الرحمن كساء خز قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمد بن هلال أنه رأى أبا بكر بن عبد الرحمن لا يحفي شاربه جدا يأخذ منه أخذا حسنا قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال حدثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد أن عروة استودع أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام مالا من مال بني مصعب قال فأصيب ذلك المال عند أبي بكر أو بعضه قال فأرسل إليه عروة أن لا ضمان عليك إنما أنت مؤتمن فقال أبو بكر قد علمت أن لا ضمان علي ولكن لم تكن لتحدث قريشا أن أمانتي خربت قال فباع مالا له فقضاه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال دخل أبو بكر بن عبد الرحمن مغتسله فمات فيه فجأة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر قال صلى أبو بكر بن عبد الرحمن العصر فدخل مغتسله فسقط فجعل يقول والله ما أحدثت في صدر نهاري هذا شيئا قال فما علمت غربت الشمس حتى مات وذلك سنة أربع وتسعين بالمدينة قال محمد بن عمر وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها قال محمد بن عمر وكان عبد الملك بن مروان مكرما لأبي بكر مجلا له وأوصى الوليد وسليمان بإكرامه وقال عبد الملك إني لأهتم بالشيء أفعله بأهل المدينة لسوء أثرهم عندنا فأذكر أبا بكر بن عبد الرحمن فأستحي منه فأدع ذلك الأمر‏.‏

 عكرمة بن عبد الرحمن

ابن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي فولد عكرمة بن عبد الرحمن عبد الله الأكبر وأمه عاتكة بنت عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ومحمدا وأمه أم سلمة بنت عبد الله بن أبي همرو بن حفص بن المغيرة وعبد الله الأصغر والحارث وأمهما بنت عبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة وعثمان وأمه أم عبد الرحمن بنت عبد الرحمن بن عبد الله بن زمعة بن الأسود وأم سعيد بنت عكرمة لأم ولد وكان عكرمة يكنى أبا عبد الله توفي في خلافة يزيد بن عبد الملك بالمدينة وكان ثقة قليل الحديث‏.‏

 محمد بن عبد الرحمن

ابن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو فولد محمد بن عبد الرحمن القاسم وفاختة وأمهما أم علي بنت يسار بن قيس بن الحارث من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة وخالدا وأبا بكر وسلمة وهشاما وحنتمة وأم حكيم وأمهم أم سلمة بنت عبد الله بن أبي أحمد بن جحش وقد روى الزهري عن محمد بن عبد الرحمن وكان ثقة قليل الحديث‏.‏

 المغيرة بن عبد الرحمن

ابن الحارث بن هشام بن المغيرة وأمه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة وكان المغيرة يكنى أبا هاشم فولد المغيرة بن عبد الرحمن الحارث ومعاوية وسعدى وأمهم أم البنين بنت حبيب بن يزيد بن الحارث من بني مرة وعيينة وأم البنين وأمهما الفارعة بنت سعيد بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري وإبراهيم واليسع لأم ولد ويحيى وسلمى لأم ولد وعبد الرحمن وهشاما وأبا بكر وأمهم أم يزيد بنت الأشعث من بني جعفر بن كلاب وعثمان وصدقة وربيحة وأمهم البهيم بنت صدقة بن شعيث من بني عليم بن جناب من كلب ومحمدا وأمه أم خالد بنت خالد بن محمد بن عبد الله بن زهير بن أبي أمية بن المغيرة وأم البنين وأمها أم البنين ابنة عبد الله بن حنظلة بن عبيدة بن مالك بن جعفر وريطة وأمها قريبة بنت محمد بن عبد الله بن أبي أمية وحفصة وعاتكة وأمهما أم البنين بنت واقع بن حكمة بن نجبة بن ربيعة بن رياح وآمنة وأمها أم ولد قال محمد بن عمر خرج المغيرة بن عبد الرحمن إلى الشام غير مرة غازيا وكان في جيش مسلمة الذين احتبسوا بأرض الروم حتى أقفلهم عمر بن عبد العزيز وذهبت عينه ثم رجع إلى المدينة فمات بالمدينة وأوصى أن يدفن بأحد مع الشهداء فلم يفعل أهله ودفنوه بالبقيع وقد روي عنه وكان ثقة قليل الحديث إلا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من أبان بن عثمان فكان كثيرا ما تقرأ عليه ويأمرنا بتعليمها‏.‏

 أبو سعيد بن عبد الرحمن

ابن الحارث بن هشام بن المغيرة وأمه أم رسن بنت الحارث بن عبد الله بن الحصين ذي الغصة من بني الحارث بن كعب فولد أبو سعيد محمدا وأمه ميمونة بنت عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب والوليد وأمه أمامة بنت عبد الله بن الحصين ذي الغصة الحارثي وقتل أبو سعيد يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية‏.‏

 بقية الطبقة الثانية من التابعين ‏.‏

 علي بن الحسين

ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وأمه أم ولد اسمها غزالة خلف عليها بعد حسين زييد مولى الحسين بن علي فولدت له عبد الله بن زييد فهو أخو علي بن حسين لأمه ولعلي بن حسين هذا العقب من ولد حسين وهو علي الأصغر بن الحسين وأما علي الأكبر بن حسين فقتل مع أبيه بنهر كربلاء وليس له عقب فولد علي الأصغر بن حسين بن علي الحسن بن علي درج والحسين الأكبر درج ومحمدا أبا جعفر الفقيه وعبد الله وأمهم أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب وعمر وزيدا المقتول بالكوفة قتله يوسف بن عمر الثقفي في خلافة هشام بن عبد الملك وصلبه وعلي بن علي وخديجة وأمهم أم ولد وحسينا الأصغر بن علي وأم علي بنت علي وهي علية وأمهما أم ولد وكلثم بنت علي وسليمان لا عقب له ومليكة لأمهات أولاد والقاسم وأم الحسن وهي حسنة وأم الحسين وفاطمة لأمهات أولاد وكان علي بن حسين مع أبيه وهو بن ثلاث وعشرين سنة وكان مريضا نائما على فراشه فلما قتل الحسين عليه السلام قال شمر بن ذي الجوشن اقتلوا هذا فقال له رجل من أصحابه سبحان الله أنقتل فتى حدثا مريضا لم يقاتل وجاء عمر بن سعد فقال لا تعرضوا لهؤلاء النسوة ولا لهذا المريض قال علي بن الحسين فغيبني رجل منهم وأكرم نزلي واختصني وجعل يبكي كلما خرج ودخل حتى كنت أقول إن يكن عند أحد من الناس خير ووفاء فعند هذا إلى أن نادى منادي بن زياد ألا من وجد علي بن حسين فليأت به فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم قال فدخل والله علي وهو يبكي وجعل يربط يدي إلى عنقي وهو يقول أخاف فأخرجني والله إليهم مربوطا حتى دفعني إليهم وأخذ ثلاثمائة درهم وأنا أنظر إليها فأخذت وأدخلت على بن زياد فقال ما اسمك فقلت علي بن حسين قال أو لم يقتل الله عليا قال قلت كان لي أخ يقال له علي أكبر مني قتله الناس قال بل الله قتله قلت الله يتوفى الأنفس حين موتها فأمر بقتله فصاحت زينب بنت علي يا بن زياد حسبك من دمائنا أسألك بالله إن قتلته إلا قتلتني معه فتركه فلما أتي يزيد بن معاوية بثقل الحسين ومن بقي من أهله فأدخلوه عليه قام رجل من أهل الشام فقال إن سباءهم لنا حلال فقال علي بن حسين كذبت ولؤمت ما ذاك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتأتي بغير ديننا فأطرق يزيد مليا ثم قال للشأمي اجلس وقال لعلي بن حسين إن أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك ونعرف لك حقك فعلت وإن أحببت أن أردك إلى بلادك وأصلك قال بل تردني إلى بلادي فرده إلى بلاده ووصله قال أخبرنا عبيد الله بن موسى عن عيسى بن دينار قال حدثني أبو جعفر في حديث ذكره أن علي بن الحسين يكنى أبا الحسين وفي غير هذا الحديث كان يكنى أبا محمد قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث قال كنت عند بن عباس وأتاه علي بن حسين فقال مرحبا بالحبيب بن الحبيب قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا نصر بن أوس قال دخلت على علي بن حسين فقال ممن أنت قلت من طيء قال حياك الله وحيا قوما اعتزيت إليهم نعم الحي حيك قال قلت أنت قال أنا علي بن الحسين قال قلت أو لم يقتل مع أبيه قال لو قتل يا بني لم تره قال أخبرنا علي بن محمد عن سعيد بن خالد عن المقبري قال بعث المختار إلى علي بن حسين بمائة ألف فكره أن يقبلها وخاف أن يردها فأخذها فاحتبسها عنده فلما قتل المختار كتب علي بن حسين إلى عبد الملك بن مروان إن المختار بعث إلي بمائة ألف درهم فكرهت أن أردها وكرهت أن آخذها فهي عندي فابعث من يقبضها فكتب إليه عبد الملك يا بن عم خذها فقد طيبتها لك فقبلها قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عيسى بن دينار المؤذن قال سألت أبا جعفر عن المختار فقال إن علي بن حسين قام على باب الكعبة فلعن المختار فقال له رجل جعلني الله فداك تلعنه وإنما ذبح فيكم فقال إنه كان كذابا يكذب على الله وعلى رسوله أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي جعفر قال إنا لنصلي خلفهم في غير تقية وأشهد على علي بن حسين أنه كان يصلي خلفهم في غير تقية قال أخبرنا عبد العزيز بن الخطاب قال حدثنا موسى بن أبي حبيب الطائفي عن علي بن الحسين قال التارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهره إلا أن يتقي تقاة قيل وما تقاته قال يخاف جبارا عنيدا يخاف أن يفرط عليه أو أن يطغى قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال سمعت علي بن حسين وكان أفضل هاشمي أدركته يقول يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارا أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن زيد قال أخبرنا يحيى بن سعيد قال قال علي بن حسين أحبونا حب الإسلام فوالله ما زال بنا ما تقولون حتى بغضتمونا إلى الناس أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال جاء نفر إلى علي بن الحسين فأثنوا عليه فقال ما أكذبكم وما أجرأكم على الله نحن من صالحي قومنا وبحسبنا أن نكون من صالحي قومنا أخبرنا علي بن محمد عن يزيد بن عياض قال أصاب الزهري دما خطأ فخرج وترك هله وضرب فسطاطا وقال لا يظلني سقيف بيت فمر به علي بن حسين فقال يا بن شهاب قنوطك أشد من ذنبك فاتق الله واستغفره وابعث إلى أهله بالدية وارجع إلى أهلك فكان الزهري يقول علي بن حسين أعظم الناس علي منة أخبرنا علي بن محمد عن عثمان بن عثمان قال زوج علي بن حسين ابنة من مولاه وأعتق جارية له وتزوجها فكتب إليه عبد الملك بن مروان يعيره بذلك فكتب إليه علي قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة قد أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي وتزوجها وأعتق زيد بن حارثة وزوجه ابنة عمته زينب بنت جحش قال أخبرنا علي بن محمد عن جويرية بن أسماء عن عبد الله بن علي بن حسين قال لما قتل الحسين قال مروان لأبي إن أباك كان سألني أربعة آلاف دينار فلم تكن حاضرة عندي وهي اليوم عندي مستيسرة فإن أردتها فخذها فأخذها أبي فلم يكلمه أحد من بني مروان فيها حتى قام هشام بن عبد الملك فقال لأبي ما فعل حقنا قبلكم قال موفر مشكور قال هو لك قال أخبرت عن شعيب بن أبي حمزة قال كان الزهري إذا ذكر علي بن حسين قال كان أقصد أهل بيته وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر أنه سأله عن يوم الحرة هل خرج فيها أحد من أهل بيتك فقال ما خرج فيها أحد من آل أبي طالب ولا خرج فيها أحد من بني عبد المطلب لزموا بيوتهم فلما قدم مسرف وقتل الناس وسار إلى العقيق سأل عن أبي علي بن حسين أحاضر هو فقيل له نعم فقال ما لي لا أراه فبلغ أبي ذلك فجاءه ومعه أبو هاشم عبد الله والحسن ابنا محمد بن علي بن الحنفية فلما رأى أبي رحب به وأوسع له على سريره ثم قال له كيف كنت بعدي قال إني احمد الله إليك فقال مسرف إن أمير المؤمنين أوصاني بك خيرا فقال أبي وصل الله أمير المؤمنين قال ثم سألني عن أبي هاشم والحسن ابني محمد فقلت هما ابنا عمي فرحب بهما وانصرفوا من عنده قال أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري قال حدثنا مالك بن أنس قال جاء علي بن حسين بن علي بن أبي طالب إلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود يسأله عن بعض الشيء وأصحابه عنده وهو يصلي فجلس حتى فرغ من صلاته ثم أقبل عليه عبيد الله فقال أصحابه أمتع الله بك جاءك هذا الرجل وهو بن ابنة رسول الله وفي موضعه يسألك عن بعض الشيء فلو أقبلت عليه فقضيت حاجته ثم أقبلت على ما أنت فيه فقال عبيد الله لهم أيهات لابد لمن طلب هذا الشأن من أن يتعنى قال حدثنا عبد الله بن داود عن شيخ يقال له مستقيم قال كنا عند علي بن حسين قال فكان يأتيه السائل قال فيقوم حتى يناوله ويقول إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل قال وأومأ بكفيه قال أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مسعود بن مالك قال قال لي علي بن حسين ما فعل سعيد بن جبير قال قلت صالح قال ذاك رجل كان يمر بنا فنسأله عن الفرائض وأشياء مما ينفعنا الله بها إنه ليس عندنا ما يرمينا به هؤلاء وأشار بيده إلى العراق قال أخبرنا علي بن محمد عن عمر بن حبيب عن يحيى بن سعيد قال قال علي بن حسين والله ما قتل عثمان على وجه الحق قال أخبرنا علي بن محمد عن عبد الله بن أبي سليمان قال كان علي بن الحسين إذا مشى لا تجاوز يده فخذه ولا يخطر بيده قال وكان إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة فقيل له ما لك فقال ما تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي قال أخبرنا علي بن محمد عن أبي عبد الرحمن التميمي عن علي بن محمد أن علي بن حسين كان ينهى عن القتال وأن قوما من أهل خراسان لقوه فشكوا إليه ما يلقون من ظلم ولاتهم فأمرهم بالصبر والكف وقال إني أقول كما قال عيسى عليه السلام إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم قال أخبرنا علي بن محمد عن علي بن مجاهد عن هشام بن عروة قال كان علي بن حسين يخرج على راحلته إلى مكة ويرجع لا يقرعها وكان يجالس أسلم مولى عمر فقال له رجل من قريش تدع قريشا وتجالس عبد بني عدي فقال علي إنما يجلس الرجل حيث ينتفع قال أخبرنا سليمان بن عبد الله بن زرارة الجرمي قال حدثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم قال رأيت علي بن حسين وسليمان بن يسار يجلسان بين القبر والمنبر يتحدثان إلى ارتفاع الضحى ويتذاكران فإذا أرادا أن يقوما قرأ عليهم عبد الله بن أبي سلمة سورة فإذا فرغ دعوا قال حماد هو الماجشون قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا عيسى بن عبد الملك عن شريك بن أبي بكر عن علي بن حسين أنه كان يصبغ بالسواد قال أخبرنا عبد العزيز بن الخطاب الضبي قال حدثنا موسى بن أبي حبيب الطائفي قال رأيت علي بن حسين يخضب بالحناء والكتم ورأيت نعل علي بن حسين مدورة الرأس ليس لها لسان قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن عمار عن علي بن الحسين أنه رأى أهله يخضبون بالحناء والكتم أخبرنا يعلى بن عبيد قال حدثنا الأجلح عن حبيب بن أبي ثابت قال كان لعلي بن حسين كساء خز أصفر يلبسه يوم الجمعة قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال حدثنا عثمان بن حكيم قال رأيت على علي بن حسين كساء خز وجبة خز قال أخبرنا محمد بن عبيد وإسحاق الأزرق والفضل بن دكين قالوا حدثنا بسام بن عبد الله الصيرفي عن أبي جعفر قال أهديت لعلي بن حسين مستقة من العراق فكان يلبسها فإذا أراد أن يصلي نزعها قال أخبرنا يحيى بن آدم قال حدثنا سفيان عن سدير عن أبي جعفر قال كان لعلي بن حسين سبنجونة من ثعالب فكان يلبسها فإذا صلى نزعها قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا نصر بن أوس الطائي قال دخلت على علي بن حسين وعليه سحق ملحفة حمراء وله جمة إلى المنكب مفروق قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم قال رأيت على علي بن حسين طيلسانا كرديا غليظا وخفين يمانيين غليظين أخبرنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا حسين بن زيد بن علي عن عمه عمر بن علي عن علي بن حسين أنه كان يشتري كساء الخز بخمسين دينارا فيشتو فيه ثم يبيعه ويتصدق بثمنه ويصيف في ثوبين من ثياب مصر أشمونيين بدينار ويلبس ما بين ذا وذا من اللبوس ويقول من حرم زينة الله التي أخرج لعباده ويعتم وينبذ له في السعن في العيدين بغير عكر وكان يدهن أو يتطيب بعد الغسل إذا أراد أن يحرم قال أخبرنا محمد بن ربيعة قال حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند قال رأيت على علي بن حسين قلنسوة بيضاء لاطئة قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك وعبد الله بن مسلمة وإسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قالوا حدثنا محمد بن هلال قال رأيت علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يعتم بعمامة ويرخي عمامته خلف ظهره قال بن أبي أويس في حديثه شبرا أو فويقه في ما توخيت عمامة بيضاء قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر عن ثابت الثمالي قال سمعت أبا جعفر قال دخل علي بن حسين الكنيف وأنا قائم على الباب وقد وضعت له وضوءا قال فخرج فقال يا بني قلت لبيك قال قد رأيت في الكنيف شيئا رابني قلت وما ذاك قال رأيت الذباب يقعن على العذرات ثم يطرن فيقعن على جلد الرجل فأردت أن أتخذ ثوبا إذا دخلت الكنيف لبسته ثم قال لا ينبغي لي شيء لا يسع الناس قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو شهاب عن حجاج بن أرطأة عن أبي جعفر أن أباه علي بن حسين قاسم الله ماله مرتين وقال إن الله يحب المؤمن المذنب التواب قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا فليح قال أخبرني عبد الله بن محمد بن عقيل قال كان علي بن حسين عشية عرفة وغدوة جمع إذا دفع يسير على هينته ويقول إن كان بن الزبير غير مصيب حين ضرب راحلته بيده ورجله قال وكان علي بن حسين يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في السفر ويقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك وهو غير عجل ولا خائف أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا حفص عن جعفر عن أبيه أن علي بن حسين كان يمشي إلى الجمار وكان له منزل بمنى وكان أهل الشام يؤذونه فتحول إلى قرين الثعالب أو قريب من قرين الثعالب وكان يركب فإذا أتى منزله مشى إلى الجمار قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا نصر بن أوس قال جعل علي بن حسين يدحس كفه من التمر فيعطي الكبير والمولود سواء أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وإسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قالا حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن الحسين بن علي قال دخل علينا أبي علي بن الحسين وأنا وجعفر نلعب في حائط فقال أبي لمحمد بن علي كم مر على جعفر فقال سبع سنين قال مروه بالصلاة قال أخبرنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا سهل بن شعيب النهمي وكان نازلا فيهم يؤمهم عن أبيه عن المنهال يعني بن عمرو قال دخلت على علي بن حسين فقلت كيف أصبحت أصلحك الله فقال ما كنت أرى شيخا من أهل المصر مثلك لا يدري كيف أصبحنا فأما إذ لم تدر أو تعلم فسأخبرك أصبحنا في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون إذ كانوا يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم وأصبح شيخنا وسيدنا يتقرب إلى عدونا بشتمه أو سبه على المنابر وأصبحت قريش تعد أن لها الفضل على العرب لأن محمدا صلى الله عليه وسلم منها لا يعد لها فضل إلا به وأصبحت العرب مقرة لهم بذلك وأصبحت العرب تعد أن لها الفضل على العجم لأن محمدا صلى الله عليه وسلم منها لا يعد لها فضل إلا به وأصبحت العجم مقرة لهم بذلك فلئن كانت العرب صدقت أن لها الفضل على العجم وصدقت قريش أن لها الفضل على العرب لأن محمدا صلى الله عليه وسلم إن لنا أهل البيت الفضل على قريش لأن محمدا صلى الله عليه وسلم منا فأصبحوا يأخذون بحقنا ولا يعرفون لنا حقا فهكذا أصبحنا إذ لم تعلم كيف أصبحنا قال فظننت أنه أراد أن يسمع من في البيت أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن سالم مولى أبي جعفر قال كان هشام بن إسماعيل يؤذي علي بن حسين وأهل بيته يخطب بذلك على المنبر وينال من علي رحمه الله فلما ولي الوليد بن عبد الملك عزله وأمر به أن يوقف للناس قال فكان يقول لا والله ما كان أحد من الناس أهم إلي من علي بن حسين كنت أقول رجل صالح يسمع قوله فوقف للناس قال فجمع علي بن حسين ولده وحامته ونهاهم عن التعرض قال وغدا علي بن حسين مارا لحاجة فما عرض له قال فناداه هشام بن إسماعيل الله أعلم حيث يجعل رسالاته أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن عبد الله بن علي بن حسين قال لما عزل هشام بن إسماعيل نهانا أن ننال منه ما نكره فإذا أبي قد جمعنا فقال إن هذا الرجل قد عزل وقد أمر بوقفه للناس فلا يتعرضن له أحد منكم فقلت يا أبت ولم والله إن أثره عندنا لسيء وما كنا نطلب إلا مثل هذا اليوم قال يا بني نكله إلى الله فوالله ما عرض له أحد من آل حسين بحرف حتى تصرم أمره قال أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين عن إسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة عن أبي جعفر أن علي بن حسين أوصى أن لا يؤذنوا به أحدا وأن يسرع به المشي وأن يكفن في قطن وأن لا يجعل في حنوطه مسك قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل أن أبا جعفر أمر أم ولد لعلي بن حسين حين مات علي بن حسين أن تغسل فرجه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال مات علي بن حسين بالمدينة ودفن بالبقيع سنة أربع وتسعين وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني حسين بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب قال مات أبي علي بن حسين سنة أربع وتسعين وصلينا عليه بالبقيع قال وسمعت الفضل بن دكين يقول مات سنة اثنتين ولم يصنع شيئا أهل بيته وأهل بلده أعلم بذلك منه قال أخبرنا عبد الرحمن بن يونس عن سفيان عن جعفر بن محمد قال مات علي بن حسين وهو بن ثمان وخمسين سنة قال محمد بن عمر فهذا يدلك على أن علي بن حسين كان مع أبيه وهو بن ثلاث أو أربع وعشرين سنة وليس قول من قال إنه كان صغيرا ولم يكن أنبت بشيء ولكنه كان يومئذ مريضا فلم يقاتل وكيف يكون يومئذ لم ينبت وقد ولد له أبو جعفر محمد بن علي ولقي أبو جعفر جابر بن عبد الله ورووا عنه وإنما مات جابر سنة ثمان وسبعين قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو معشر عن المقبري قال لما وضع علي بن حسين ليصلى عليه أقشع الناس إليه وأهل المسجد ليشهدوه وبقي سعيد بن المسيب في المسجد وحده فقال خشرم لسعيد بن المسيب يا أبا محمد ألا تشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح فقال سعيد أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عثيم بن نسطاس قال رأيت سليمان بن يسار خرج إليه فصلى عليه وتبعه وكان يقول شهود جنازة أحب إلي من صلاة تطوع قال أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال حدثنا جرير عن شيبة بن نعامة قال كان علي بن حسين يبخل فلما مات وجدوه يقوت مائة أهل بيت بالمدينة في السر قالوا وكان علي بن حسين ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا ورعا‏.‏

 عبد الملك بن المغيرة

ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه أم ولد فولد عبد الملك خديجا وعبد الرحمن ونوفلا وإسحاق ويزيد وضريبة وحبابة وأمهم أم عبد الله بنت سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وكان عبد الملك يكنى أبا محمد وكان قليل الحديث وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز‏.‏

 أبو بكر بن سليمان

ابن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وأمه أمة الله بنت المسيب بن صيفي بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولد أبو بكر بن سليمان محمدا وعبد الله ونسوة وأمهم أم ولد والحارث وأمه أم ولد وأم كلثوم وأمها ابنة شافع بن أنس بن عبدة من بني معيص بن عامر بن لؤي سمع أبو بكر بن سليمان من سعد بن أبي وقاص وروى عنه الزهري وأخوه‏.‏

 عثمان بن سليمان

ابن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم وأمه ميمونة بنت قيس بن ربيعة بن ربعان بن حرثان بن نصر بن عمرو بن ثعلبة بن كنانة بن عمرو بن قين من فهم فولد عثمان بن سليمان عمر ومحمدا وأمهما أم ولد وقد روي عن عثمان أيضا ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف فولد عبد الملك بن مروان الوليد ولي الخلافة وسليمان ولي الخلافة ومروان الأكبر درج وداود درج وعائشة وأمهم أم الوليد ابنة العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض ويزيد بن عبد الملك ولي الخلافة ومروان ومعاوية درج وأمهم عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس وهشام بن عبد الملك ولي الخلافة وأمه أم هشام بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأبا بكر بن عبد الملك وهو بكار وأمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي والحكم بن عبد الملك درج وأمه أم أيوب بنت عمرو بن عثمان بن عفان وأمها أم الحكم بنت ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب الأعمى بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبشية بن سلول وعبد الله بن عبد الملك ومسلمة والمنذر وعنبسة ومحمدا وسعيد الخير والحجاج لأمهات أولاد وفاطمة بنت عبد الملك تزوجها عمر بن عبد العزيز بن مروان وأمها أم المغيرة بنت المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة قال وكان عبد الملك يكنى أبا الوليد وولد سنة ست وعشرين في خلافة عثمان بن عفان وشهد يوم الدار مع أبيه وهو بن عشر سنين وحفظ أمرهم وحديثهم وشتا المسلمون بأرض الروم سنة اثنتين وأربعين وهو أول مشتى شتوه بها فاستعمل معاوية على أهل المدينة عبد الملك بن مروان وهو يومئذ بن ست عشرة سنة فركب عبد الملك بالناس البحر قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني قال سمعت شيخا يحدث عند دار كثير بن الصلت أن معاوية بن أبي سفيان جلس ذات يوم ومعه عمرو بن العاص فمر بهما عبد الملك بن مروان فقال معاوية ما آدب هذا الفتى وأحسن مروته فقال عمرو بن العاص يا أمير المؤمنين إن هذا الفتى أخذ بخصال أربع وترك خصالا ثلاثا أخذ بحسن الحديث إذا حدث وحسن الاستماع إذا حدث وحسن البشر إذا لقى وخفة المؤونة إذا خولف وترك من القول ما يعتذر منه وترك مخالطة اللئام من الناس وترك ممازجة من لا يوثق بعقله ولا مروته أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال وحدثني إبراهيم بن الفضل عن المقبري أن عبد الملك بن مروان لم يزل بالمدينة في حياة أبيه وولايته حتى كان أيام الحرة فلما وثب أهل المدينة فأخرجوا عامل يزيد بن معاوية وهو عثمان بن محمد بن أبي سفيان عن المدينة وأخرجوا بني أمية خرج عبد الملك مع أبيه فلقيهم مسلم بن عقبة بالطريق قد بعثه يزيد بن معاوية في جيش إلى أهل المدينة فرجع معه مروان وعبد الملك بن مروان وكان مجدورا فتخلف عبد الملك بذي خشب وأمر رسولا أن ينزل مخيض وهي فيما بين المدينة وذي خشب على اثني عشر ميلا من المدينة وآخر يحضر الوقعة يأتيه بالخبر وهو يخاف أن تكون الدولة لأهل المدينة فبينما عبد الملك جالس في قصر مروان بذي خشب يترقب إذا رسوله قد جاء يلوح بثوبه فقال عبد الملك إن هذا لبشير فأتاه رسوله الذي كان بمخيض يخبره أن أهل المدينة قد قتلوا ودخلها أهل الشام فسجد عبد الملك ودخل المدينة بعد أن برأ وقال غير محمد بن عمر كان أهل المدينة قد أخذوا على بني أمية حين أخرجوهم العهود والمواثيق أن لا يدلوا على عورة لهم ولا يظاهروا عليهم عدوا فلما لقيهم مسلم بن عقبة بوادي القرى قال مروان لابنه عبد الملك ادخل عليه قبلي لعله يجتزيء بك مني فدخل عليه عبد الملك فقال له مسلم هات ما عندك أخبرني خبر الناس وكيف ترى فقال نعم ثم أخبره بخبر أهل المدينة ودله على عوراتهم وكيف يؤتون ومن أين يدخل عليهم وأين ينزل ثم دخل عليه مروان فقال إيه ما عندك قال أليس قد دخل عليك عبد الملك قال بلى قال فإذا لقيت عبد الملك فقد لقيتني قال أجل ثم قال مسلم وأي رجل عبد الملك قل ما كلمت من رجال قريش رجلا به شبها قال أخبرنا أبو عبيد عن أبي الجراح قال أخبرني محمد بن المنتشر عن رجل من همدان من وداعة من أهل الأردن قال كنا مع مسلم بن عقبة مقدمه المدينة فدخلنا حائطا بذي المروة فإذا شاب حسن الوجه والهيئة قائم يصلي فطفنا في الحائط ساعة وفرغ من صلاته فقال لي يا عبد الله أمن هذا الجيش أنت قلت نعم قال أتؤمون بن الزبير قلت نعم قال ما أحب أن لي ما على ظهر الأرض كله وأني سرت إليه وما على ظهر الأرض اليوم أحد خير منه قال فإذا هو عبد الملك بن مروان فابتلي به حتى قتله في المسجد الحرام قالوا وكان عبد الملك قد جالس الفقهاء والعلماء وحفظ عنهم وكان قليل الحديث قال محمد بن عمر بويع مروان بن الحكم بالخلافة بالجابية يوم الأربعاء لثلاث خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين فلقي الضحاك بن قيس الفهري بمرج راهط فقتله ثم بايع بعد ذلك لأبيه عبد الملك وعبد العزيز ابني مروان بالخلافة قال محمد بن عمر فأخبرنا موسى بن يعقوب عن أبي الحويرث قال مات مروان بن الحكم بدمشق لهلال شهر رمضان سنة خمس وستين فاستقبل عبد الملك الخلافة من يومئذ قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه قال تهيأ مصعب بن الزبير للخروج إلى عبد الملك وسار حتى أتى باجميرا قرية على شط الفرات دون الأنبار بثلاثة فراسخ فنزلها وبلغ عبد الملك فجمع جنوده ثم سار فيهم يؤم العراق لقتال مصعب وقال لروح بن زنباع وهو يتجهز والله إن في أمر هذه الدنيا لعجبا لقد رأيتني ومصعب بن الزبير أفقده الليلة الواحدة من الموضع الذي نجتمع فيه فكأني واله ويفقدني فيفعل مثل ذلك ولقد كنت أوتى باللطف فما أراه يجوز لي أكله حتى أبعث به إلى مصعب أو ببعضه ثم صرنا إلى السيف ولكن هذا الملك عقيم ليس أحد يريده من ولد ولا والد إلا كان السيف وإنما يقول هذا القول عبد الملك لأن خالد بن يزيد بن معاوية وعمرو بن سعيد بن العاص جالسان معه فأرادهما به وهو يومئذ يخافهما قد عرف أن عمرو بن سعيد أطوع الناس عند أهل الشام وخالد بن يزيد بن معاوية قد كان مروان أطمعه في العقد له بعده فعقد مروان لعبد الملك ولعبدالعزيز بعد عبد الملك فأيس خالد وهو مع عبد الملك على الطمع والخوف قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي فروة عن أبيه قال لما سار عبد الملك من دمشق يؤم العراق إلى مصعب لقتاله فكان دون بطنان حبيب بليلة جلس خالد بن يزيد وعمرو بن سعيد فتذاكرا أمر عبد الملك ومسيرهما معه على خديعة منه لهما ومواعيد باطلة قال عمرو فإني راجع فشجعه خالد على ذلك فرجع عمرو إلى دمشق فدخلها والسور يومئذ عليها وثيق فدعا أهل الشام فأسرعوا إليه وفقده عبد الملك وقال أين أبو أمية فقيل له رجع فرجع عبد الملك بالناس إلى دمشق فنزل على مدينة دمشق فأقام عليها ست عشرة ليلة حتى فتحها عمرو له وبايعه فصفح عنه عبد الملك ثم أجمع على قتله فأرسل إليه يوما يدعوه فوقع في نفسه أنها رسالة شر فركب إليه فيمن معه ولبس درعا مكفرا بها ودخل على عبد الملك فتحدث ساعة وقد كان عهد إلى يحيى بن الحكم إذا خرج إلى الصلاة أن يضرب عنقه ثم أقبل عليه فقال له أبا أمية ما هذه الغوائل والزبى التي تحفر لنا ثم ذكره ما كان منه وخرج إلى الصلاة ورجع ولم يقدم عليه يحيى فشتمه عبد الملك ثم أقدم هو ومن معه على عمرو بن سعيد فقتله قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه قال أقام عبد الملك تلك السنة فلم يغز مصعبا وانصرف مصعب إلى الكوفة فلما كان من قابل خرج مصعب من الكوفة حتى أتى باجميرا فنزلها وبلغ عبد الملك فتهيأ للخروج إليه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة أبو علقمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن رجاء بن حيوة قال لما أجمع عبد الملك المسير إلى مصعب تهيأ لذلك وخرج في جند كثير من أهل الشام وسار عبد الملك وسار مصعب حتى التقيا بمسكن ثم خرجوا للقتال واصطف القوم بعضهم لبعض فخذلت ربيعة وغيرها مصعبا فقال المرء ميت على كل حال فوالله لأن أموت كريما أحسن من أن يضرع إلى من قد وتره لا أستعين بهم أبدا ولا بأحد من الناس ثم قال لابنه عيسى تقدم فقاتل فدنا ابنه فقاتل حتى قتل وتقدم إبراهيم بن الأشتر فقاتل قتالا شديدا وكثره القوم فقتل ثم صاروا إلى مصعب وهو على سرير له فقاتلهم قتالا شديدا وهو على السرير حتى قتل وجاء عبيد الله بن زياد بن ظبيان فاحتز رأسه فأتى به عبد الملك فأعطاه ألف دينار فأبى أن يأخذها ثم دعا عبد الملك أهل العراق إلى البيعة له فبايعوه وانصرف إلى الشام قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا مصعب بن ثابت عن أبي الأسود عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال وحدثنا شرحبيل بن أبي عون عن أبيه وغيرهما أيضا قد حدثني قالوا لما قتل عبد الملك بن مروان مصعب بن الزبير بعث الحجاج بن يوسف إلى عبد الله بن الزبير بمكة في ألفين من جند أهل الشام وكتب إلى طارق بن عمرو يأمره أن يلحق بالحجاج فسار طارق في أصحابه وهم خمسة آلاف فلحق بالحجاج فحصروا بن الزبير وقاتلوا ونصبوا عليه المنجنيق وحج بالناس سنة اثنتين وسبعين وابن الزبير محصور ثم صدر الحجاج وطارق فنزلا بئر ميمون ولم يطوفا بالبيت ولم يقربا النساء ولا الطيب إلى أن قتل بن الزبير فطافا بالبيت وذبحا جزورا وحصرا بن الزبير ليلة هلال ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين ستة أشهر وسبعة عشر يوما وقتل يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادي الأولى سنة ثلاث وسبعين وبعث برأسه إلى عبد الملك بن مروان بالشام قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال أجمع الناس على عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين وكتب إليه بن عمر بالبيعة وكتب إليه أبو سعيد الخدري وسلمة الأكوع بالبيعة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أن عبد الملك بن مروان ضرب الدنانير والدراهم سنة خمس وسبعين وهو أول من أحدث ضربها ونقش عليها قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا خالد بن ربيعة بن أبي هلال عن أبيه قال كانت مثاقيل الجاهلية التي ضرب عليها عبد الملك بن مروان اثنين وعشرين قيراطا إلا حبة بالشأمي وكانت العشرة وزن سبعة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن بن كعب بن مالك قال أجمع لعبد الملك على تلك الأوزان قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي الزناد عن أبيه قال أقام الحج للناس سنة خمس وسبعين عبد الملك بن مروان فلما مر بالمدينة نزل في دار أبيه فأقام أياما ثم خرج حتى انتهى إلى ذي الحليفة وخرج معه الناس فقال له أبان بن عثمان أحرم من البيداء فأحرم عبد الملك من البيداء قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن أبي عبيد قال سمعت قبيصة بن ذؤيب يقول أنا أمرت عبد الملك أن يحرم من البيداء قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه قال رأيت عبد الملك بن مروان يلبي بعد أن دخل الحرم حتى طاف بالبيت ثم أمسك عن التلبية ثم لم يزل يلبي حتى راح إلى الموقف قال فذكرت ذلك لابن عمر فقال كل ذلك قد رأيت فأما نحن فإنما نأخذ بالتكبير قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عبد الملك بن مروان أنه خطب في حجته في أربعة أيام قبل التروية ويوم عرفة والغد من يوم النحر ويوم النفر الأول أربعة أيام أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن عبد الله بن أبي فروة قال سمعت عبد الله بن عمرو بن أويس العامري يقول سمعت عبد الملك بن مروان يقول لقبيصة بن ذؤيب هل سمعت في الوداع بدعاء موقت فقال لا فقال عبد الملك ولا أنا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن موسى عن عكرمة بن خالد عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة قال طفت مع عبد الملك بن مروان بالبيت فلما كان الشوط السابع دنا من البيت يتعوذ فجذبته فقال ما لك يا حار قلت يا أمير المؤمنين أتدري أول من فعل هذا عجوز من عجائز قومك قال فمضى عبد الملك ولم يتعوذ قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة قال طاف عبد الملك بن مروان للقدوم فلما صلى الركعتين قال له الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة عد إلى الركن الأسود قبل أن تخرج إلى الصفا فالتفت عبد الملك إلى قبيصة فقال قبيصة لم أر أحدا من أهل العلم يعود إليه فقال عبد الملك طفت مع أبي فلم أره عاد إليه ثم قال عبد الملك يا حار تعلم مني كما تعلمت منك حيث أردت أن ألتزم البيت فأبيت علي قال أفعل يا أمير المؤمنين ما هو باول علم استفدت من علمك قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عوف بن الحارث قال رأيت جابر بن عبد الله دخل على عبد الملك فرحب به عبد الملك وقربه فقال جابر يا أمير المؤمنين إن المدينة حيث ترى وهي طيبة سماها النبي عليه السلام وأهلها محصورون فإن رأى أمير المؤمنين أن يصل أرحامهم ويعرف حقهم فعل قال فكره ذلك عبد الملك وأعرض عنه وجعل جابر يلح عليه حتى أومأ قبيصة إلى ابنه وهو قائده وكان جابر قد ذهب بصره أن أسكته قال فجعل ابنه يسكته قال جابر ويحك ما تصنع بي قال اسكت فسكت جابر فلما خرج أخذ قبيصة بيده فقال يا أبا عبد الله إن هؤلاء القوم صاروا ملوكا فقال له جابر أبلى الله بلاء حسنا فإنه لا عذر لك وصاحبك يسمع منك قال يسمع ولا يسمع ما وافقه سمع وقد أمر لك أمير المؤمنين بخمسة آلاف درهم فاستعن بها على زمانك فقبضها جابر قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال أقام الحج سنة خمس وسبعين عبد الملك بن مروان ثم صدر فمر على المدينة فخطب الناس على المنبر ثم أقام خطيبا له آخر وهو جالس على المنبر فتكلم الخطيب فكان مما تكلم به يومئذ أن وقع بأهل المدينة وذكر من خلافهم الطاعة وسوء رأيهم في عبد الملك وأهل بيته وما فعل أهل الحرة ثم قال ما وجدت لكم يا أهل المدينة مثلا إلا القرية التي ذكر الله في القرآن فإن الله قال وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون فبرك بن عبد فقال للخطيب كذبت كذبت لسنا كذلك اقرأ الآية التي بعدها ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون وإنا آمنا بالله ورسله فلما قال ذلك بن عبد وثب الحرس عليه فالتفوا به حتى ظننا أنهم قاتلوه فأرسل إليهم عبد الملك فردهم عنه فلما فرغ الخطيب ودخل عبد الملك الدار أدخل عليه بن عبد قال فما أجاز أحدا أكثر من جائزته ولا كسا أحدا أكثر من كسوته قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد قال لما تكلم عبد الملك بما تكلم به ورد عليه أبي وثبت الشرطة إلى أبي فدخلوا به إلى عبد الملك بن مروان قال فأغلظ له بعض الغلظة بين يدي أهل الشام قال فلما خرج أهل الشام قال له يا بن عبد قد رأيت ما صنعت وقد عفوت ذلك عنك وإياك أن تفعلها بوال بعدي فأخشى أن لا يحمل لك ما حملت إن أحب الناس إلي هذا الحي من قريش وحليفنا منا وأنت أحدنا ما دينك قال خمسمائة دينار قال فأمر له بخمسمائة دينار وأجازه بمائة دينار سوى ذلك قال وكساه كسوة فيها كساء خز أخضر عندنا قطعة منه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة قال سمعت ثعلبة بن أبي مالك القرظي يقول رأيت عبد الملك بن مروان صلى المغرب والعشاء في الشعب فأدركني دون جمع فسرت معه فقال صليت بعد فقلت لا لعمري قال فما منعك من الصلاة قال قلت إني في وقت بعد فقال لا لعمري ما أنت في وقت قال ثم قال لعلك ممن يطعن على أمير المؤمنين عثمان رحمه الله فأشهد علي أبي لأخبر أنه رآه صلى المغرب والعشاء في الشعب فقلت ومثلك يا أمير المؤمنين يتكلم بهذا وأنت الإمام وما لي وللطعن عليه وعلى غيره قد كنت له لازما ولكني رأيت عمر رحمه الله لا يصلي حتى يبلغ جميعا وليست سنة أحب إلي من سنة عمر فقال رحم الله عمر فعثمان كان أعلم بعمر لو كان عمر فعل هذا لاتبعه عثمان وما كان أحد أتبع لأمر عمر من عثمان وما خالف عثمان عمر في شيء من سيرته إلا باللين فإن عثمان لان لهم حتى ركب ولو كان غلظ عليهم جانبه كما غلظ عليهم بن الخطاب ما نالوا منه ما نالوا وأين الناس الذين كان يسير فيهم عمر بن الخطاب والناس اليوم يا ثعلبة إني رأيت سيرة السلطان تدور مع الناس إن ذهب اليوم رجل يسير بتلك السيرة أغير على الناس في بيوتهم وقطعت السبل وتظالم الناس وكانت الفتن فلا بد للوالي أن يسير في كل زمان بما يصلحه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن أبي موسى الحناط عن بن كعب قال سمعت عبد الملك بن مروان يقول يا أهل المدينة إن أحق الناس أن يلزم الأمر الأول لأنتم وقد سألت علينا أحاديث من قبل هذا المشرق لا نعرفها ولا نعرف منها إلا قراءة القرآن فلازموا ما في مصحفكم الذي جمعكم عليه الإمام المظلوم رحمه الله وعليكم بالفرائض التي جمعكم عليها إمامكم المظلوم رحمه الله فإنه قد إستشار في ذلك زيد بن ثابت ونعم المشير كان للإسلام رحمه الله فأحكما ما أحكما وأسقطا ما شذ عنهما قالوا وكان عبد الملك بن مروان قد هم أن يخلع أخاه عبد العزيز بن مروان ويعقد لابنيه الوليد وسليمان بعده بالخلافة فنهاه عن ذلك قبيصة بن ذؤيب وقال له لا تفعل هذا فإنك تبعث به عليك صوتا نعارا ولعل الموت يأتيه فتستريح منه فكف عبد الملك عن ذلك ونفسه تنازعه أن يخلعه فدخل عليه ليلة روح بن زنباع الجذامي وكان يبيت عند عبد الملك وسادهما واحد وكان أحلى الناس عند عبد الملك فقال يا أمير المؤمنين لو خلعته ما انتطحت فيه عنزان قال ترى ذلك يا أبا زرعة قال أي والله أنا أول من يجيبك إلى ذلك فقال نصيح إن شاء الله قال فبينا هو على ذلك وقد نام عبد الملك بن مروان وروح بن زنباع إلى جنبه إذ دخل عليهما قبيصة بن ذؤيب طروقا وكان عبد الملك قد تقدم إلى حجابه فقال لا يحجب عني قبيصة أي ساعة جاء من ليل أو نهار إذا كنت خاليا أو كان عندي رجل واحد وإن كنت عند النساء أدخل المجلس وأعلمت بمكانه فدخل وكان الخاتم إليه وكانت السكتة إليه تأتيه الأخبار قبل عبد الملك فيقرأ الكتب قبله ثم يأتي بها منشورة إلى عبد الملك فيقرؤها إعظاما لقبيصة فدخل عليه فقال آجرك الله يا أمير المؤمنين في أخيك قال وهل توفي قال نعم قال فاسترجع عبد الملك بن مروان ثم أقبل على روح فقال أبا زرعة كفانا الله ما كنا نريد وما أجمعنا عليه وكان ذلك مخالفا لك يا أبا إسحاق فقال قبيصة وما هو فأخبره بما كان فقال قبيصة يا أمير المؤمنين إن الرأي كله في الأناة والعجلة فيها ما فيها فقال عبد الملك ربما كان في العجلة خير كثير أرأيت عمرو بن سعيد ألم تكن العجلة في أمره خيرا من التأني فيه وأمر عبد الملك ابنه عبد الله بن عبد الملك على مصر وعقد لابنيه الوليد وسليمان بعده بالخلافة وكتب في البلدان فبايع لهما الناس وكان موت عبد العزيز في جمادي الأولى سنة خمس وثمانين قال أخبرنا محمد بن عمر عن رجاله من أهل المدينة قالوا قد حفظ عبد الملك عن عثمان وسمع من أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وغيرهم من أصحاب رسول الله وكان عابدا ناسكا قبل الخلافة قال أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي عن نافع قال لقد رأيت عبد الملك بن مروان وما بالمدينة شاب أشد تشميرا ولا أطلب للعلم منه وأحسبه قال ولا أشد اجتهادا قال أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي قال سمعت أبي يحدث عن جعفر بن عطية مولى خزاعة عن بن قبيصة بن ذؤيب عن أبيه قال كنا نسمع نداء عبد الملك بن مروان من وراء الحجرات يا أهل النعم لا تقللوا شيئا منها مع العافية قال أخبرنا محمد بن بكر البرساني قال أخبرنا بن جريج عن بن مليكة عن محمد بن صهيب أنه رأى عبد الملك بن مروان يبتاع بمنى بدنة قال أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال سمعت بن شهاب يسأل عن ربط الأسنان بالذهب قال لا بأس به ربط عبد الملك بن مروان أسنانه بالذهب أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن بن جريج عن الزهري أن عبد الملك بن مروان كان يشد أسنانه بالذهب أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس أن عبد الملك بن مروان ربط أسنانه بذهب أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو معشر نجيح قال مات عبد الملك بن مروان بدمشق يوم الخميس للنصف من شوال سنة ست وثمانين وله ستون سنة فكانت ولايته من يوم بويع إلى يوم توفي إحدى وعشرين سنة وشهرا ونصفا وكان تسع سنين منها يقاتل فيها عبد الله بن الزبير ويسلم عليه بالخلافة بالشام ثم العراق بعد مقتل مصعب وبقي بعد مقتل عبد الله بن الزبير واجتماع الناس عليه ثلاث عشرة سنة وأربعة أشهر إلا سبع ليال وقد روي لنا أنه مات وهو بن ثمان وخمسين سنة والأول أثبت وهو على مولده سواء‏.‏